أغرور أم حب الظهور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير

لقد أعطى الله عز وجل كل منا إمكانات ومواهب

تختلف باختلاف الأشخاص

وتتنوع أيضا ليكمل كلا منا الآخر ولم يحظى أحد بالكمال

وإنما نحظى جميعا بنقاط ضعف تؤثر فينا وفي حياتنا

بل أحيانا في قراراتنا

ونقاط قوة نوظفها جيدا للارتقاء بحياتنا

أن يكون الشخص يعلم إمكانياته وقدراته ويسخرها

لتحقيق طموحه فذلك شيء مشروع بل ومرغوب

أحيانا كثيرة نرى أن هناك أشخاص عندما ينطلق

حديثا تجده ينطلق كالسهم المريش ويشرق ويغرب

ويوهمك أنه على علم بهذا وذاك وأنه يعلم علم اليقين
عن هذه وتلك .
ولكن للأسف الشديد أنه يهرف بما لا يعرف ولا تستطيع

أن تقف على فائدة من كلامه سوى (الأنا) الواضحة وضوح

الشمس في ضحاها وإن حاولت مجادلته بالحسنى وبالمعرفة يتغير وجهه

وتضيع ابتسامته ليحل محلها سخط عليك.
نعم

إن المعرفة من أهم أسلحة البشر التي يجب أن نتسلح بها جميعا

لا ريب في ذلك ، لتنير لنا دروبنا في الحياة وتقلل من أخطائنا .

ولكن

يجب أن تكون المعرفة ليست بضاعة أعرضها هنا وهناك لأثبت للناس
أني أعلم.
أو أترفع بها على غيري لأكون الأفضل أو هي مسابقة في المعلومات العامة

لأكون الرابح الأوحد.

إنما

هي مسئولية علينا تفرض حدودا لا نهاية لها من النصح والإرشاد واللين

والتعاون والتحمل والجلد وتوجيه دفة الحوار ناحية بر المعرفة الحق الذي

لا ييعلوه غرورا بما لديك ولعل ما لديك بضاعة تظنها جيدة والحقيقة

على خلاف ذلك.

ولا يتقدمه ظهورا لتلوك الألسنة إسمك وصفتك تحاول به أن تغطي

على عُقَدٍ لديك قديمة كانت أو حديثة .

رائعة حقا هي بضاعة المعرفة والأروع أن من يروج لها

عالِمٌ بها وبفنون ترويجها من تواضع وخشية وحب

وتحمل الأذي ورفقا بالعقول ،

حينئذ تكون نِعمَ البضاعة هي .

أما غير ذلك ستكون حتما

غرور أو حب ظهور